wienwoche 2022

Poster_Wienwoche_2022

يعد الاستخدام اليومي للمنتجات البلاستيكية والملابس غير المستدامة والنظام الغذائي القائم على المواد الغذائية المستوردة الرخيصة حقيقة لا مفر منها بالنسبة للكثيرات/ين. تتشكل تفضيلات ذوات/ي الدخل المنخفض من خلال مجموعة من الظروف مثل تقييد سوق العمل، والتم ّييز التعليمي، والقمع الممنهج على أساس الدخل والجنسية والعرق والجندر والمقد ّرة. أصبح النضال من أجل البقاء والحفاظ على حياة الآخرين والذات مهمة جدية ولا بد منها في أوقات انعدام الأمن الصحي والطاقي والغذائي. على الرغم من أن آثار الأزمة تتناسب مع مكانة الشخص في التسلسل الهرمي الاجتماعي، فإن جميع الحيوات على هذا الكوكب تتأثر جذرياً بشكل أو بآخر.

لقد دعم الوباء الحالي المزيد من الاستنزاف للعاملات/ين، حيث خاطر العديد منهن/م بصحتهن/م من خلال القيام بمهام أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في قطاع الخدمات والرعاية الصحية. وعندما شاهدنا الغزلان والخنازير والدلافين تستولي على الفضاء الحضري، كان هناك وهم بوجود آثار إيجابية للإغلاق. لكن الرقمنة المفرطة للقوى العاملة أنتجت نفس كمية انبعاثات الكربون التي ينتجها النقل الجوي. ومن ناحية أخرى، أدت الحروب والصراعات العسكرية الجارية داخل وخارج أوروبا إلى إعادة صياغة واقع شديد المأساوية وكشفت عن عدم المساواة بين النازحين على أساس العرق والجنسية. في حين أن صناعة الوقود الأحفوري تحكم التوزيع غير المتكافئ للموارد، فإن المجمَّع الصناعي العسكري يخلق اقتصاده على حساب طاقة وحياة أولئك الذين ليس لديهم خيار سوى الإنتاج.

تجمع النسخة الحادية عشرة من WIENWOCHE فرقًا متعددة التخص ّصات من الفنانات/ين والعاملات/ين في مجال الثقافة ومعلمات/ي الفنون والمشرفات/ين الثقافيين

والناشطات/ين لمعالجة مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بتجربتهن/م الحية. سنرى أزياء مرتبطة بالشأن الاجتماعي من زرينانين (صربيا)، وهي بلدة لا تحتوي على مياه صالحة للشرب، وسنتعرف على حق السكن الملائم، وعلى الحزن الجماعي على مباني مفقودة في فيينا وعلى مدينة تعدين في السويد. وسنتعلَّم عن التجريم والنظر باستغراب للأطعمة ذات الصلة بالجيل الثاني من العاملات/ين الآسيويات/ين الضيوف بالإضافة إلى العمالة غير المرئية وذات الأجر المنخفض لعاملات الرعاية من وسط وجنوب شرق أوروبا. بينما يتعامل أحد المشاريع مع الظروف المدمِّرة لصناعة الأزياء السريعة والتحول من النماذج الخطية إلى الدائرية للإنتاج، سيكون التركيز في مشروع آخر على البيت/المنزل كمفهوم يربط بين الاقتصاد والبيئة، داعماً التدخل المناهض لاستعمار الأجساد ال ُمعن َصرة على المواقع التاريخية في فيينا. جانب آخر سننظر فيه هو علاقات الق ّوة الفاسدة في الزراعة العالمية التي تؤثر على واقع السكان الأصليين، والتفاوتات الاجتماعية في دورة استهلاك الغذاء، والترابط بين التفسيرات العلمية والشاعرية للنظم البيئية. وخلال ورشة العمل سنستخدم التطريز كشكل من أشكال التضامن ضد ال ّصور النمطية الأبوية وغير المتجانسة.

ظهرت لمحة عن التضامن الجماعي اللحظي خلال الوباء وتحققت مرة أخرى من خلال الغزو الروسي٬ حتى وإن كان هذا التضامن بطريقة انتقائية وغير متكافئة. يعاني كل من البشر والأكثر-من-بشر من الطابع التوسعي والشامل للحلقة المفرغة للرأسمالية. يميل المهرجان إلى تقديم منبر للنقاش العام على شكل نماذج وأنماط ورؤى تعايش سلمي تعاوني، لامركزي، عالمي، تقاطعي، عابر للأوطان وللأجيال. كيف نعترف بالمه َملين وغير المرئيين ونمكّن النضال الثوري المشترك من أجل البقاء على هذا الكوكب؟ كيف نخلق بيئة تقدير وتبادل غير متح ّيز؟