لقد حققت النسوية كل أهدافها فعلاً -هذا مستحيل! تذكّرنا الأيّام المتأ ّزمة كأيّام الوباء خاصةً بأن الظلم الاجتماعي وعدم المساواة لا يزالان موجودين. يعزز البقاء في المنزل الهياكل الأبوية وغالبًا ما يؤدي إلى العنف المنزلي. يجب تعليم ُ الأطفال والعناية بكبار السن على حين غ ّرة وعلاوة على ذلك يج ُب النهو ُض بالحياة الفرديّة المهنية أو الدراسية. عادةً ما تقع هذه المهام الإضافية على عاتق النساء والأمهات. بينما تؤدي العزلة إلى انقطاع التواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المشابه. يشعر الناس أنهم وحيدون مع مشاكلهم وبدون دعم المجتمع. لا تحظى ِم َهن الرعاية والصيانة وكذلك الأعمال المنزل ّية بالتقدير اللازم. يع ّم ُق الوباء تغييب هذه المهن ومن هنا تظ َه ُر الحاجة إلى خطاب عام حول هذه الخدمات غير المدفوعة. يمكن أيضًا ممارسة المقاومة في الحياة اليومية والخاصة بالإضافة إلى حركات الاحتجاج. حتى الاحتجاج الصامت هو احتجاج صاخب! يوفر نادي المطرزات النسوي مساحة للتواصل بين البشر. يشعرك التواصلمعالآخرينبأنكلستوحدكفيمواجهة التحديات والمظالم.
يسعى النادُي لتوفير مساحة تواصل عام بين الناس. حيث يتم تعزيز الوعي الجماعي بالتحرر في سياق ورشات عمل. حيث يتم تطريز شعارات على أنسجة ُمحاكة (كروشيه) مسبقًا. لك ُل هذه المواد والشعارات، مثل تقنيات النسيج المستخدمة، تاريخها الخاص الطويل. ينظر نادي المطرزات النسوي إلى الأسطح المحاكة والمط ّرزة كرمز لاضطهاد النساء العابر للأجيال،. بافتراض أن المطالب النسوية “القديمة” تبدو اليوم معاصرةً وضروريةً للغاية. يمكننا عبر تسليط الضوء على الظلم الاجتماعي وعدم المساواة لجم عملية إعادة إنتاج القوالب النمطية والُبنى الأبويّة المسؤولة عنها. يمكن للتطريز على الرقع أن يعبر عن عدم الراحة وعن الامتنان في الوقت نفسه - يوفر نادي المطرزات مساحة يمكنها احتضان التجارب على اختلافها.
يس ّط ُر التشكّل البطيء للرقع النضال التراكمي المستمر عبر السنين في سبيل المساواة. كما تح ّف ُز ورشة العمل المشاركات\ين على التعبير المتبا َدل عن التجارب المشتركة وعلى تبادل قصص الحياة. مما من شأنه أن يمنح القو ّة وأن يخفف من الشعور بنقص التقدير والوحدة. فيتحقق الانعتاق الجماعي من خلال المجتمع. تتموض ُع مه ّمة ترجمة المقاومة ومطالبها إلى تجارب حيات َية يومَية في قلب رسالة نادي المطرزات النسوي ففي ِه ُتحوَّ ُل الرقع ال ُمط ّرزة جماعياً إلى أغراض يومَيةمختلفةبينماُتوَضُعالمعرفةالمكتسبة والمتراكمة عبر نشاطات التطريز المتتالية في خدمة المشاريع الشخصية المستقبلية وتك ّيف حسب الحاجة وفي غضون ذلك تنتشر تقن ّيات الحياكة والتطريز المتعددة بين الأصدقاء.
تتولى فيكتوريا راتاسيتش (١٩٩٧) قيادة نادي المطرزات النسوي. تعيش راتاسيتش وتعمل في فيينا وتدرس تعليم الفنون في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا. تندر ُج فكرة النادي في سياق رسالتها لنيل شهادة الماجستير.