OIKOS: ‘THE HOUSE’

تعني الكلمة اليونانية أويكوس منزل وهي الأصل المشترك لمصطلحي البيئة والاقتصاد فالطبيعة هي بيتنا كما تكشف ترجمة علم البيئة إيكولوجي=أويكولوجي أي علم دراسة المنزل. وتعني كلمة أويكونوميا إيكونومي أي علم إدارة الأسرة في اللغة اليونانية القديمة. يترتّب على هذا التماثل في الأصل استثناء الأعمال المنزلية وتربية الأطفال من دورة الإنتاج ليُنظر إليها على أنها واجبات مؤنثة غير منتجة. وبالطريقة ذاتها يُنزَلُ العمال الأساسيين الذين ينظفون شوارعنا ويبنون بيوتنا ويقدمون لنا الطعام ويتعاملون مع نفاياتنا ويعتنون بالمرضى والمسنين  في أدنى مراتب الترتيب الهرميّ للعمل. تشكّل أعمال الرعاية اللبنة الأساسية في هيكل النظام الاقتصادي في المجتمع ككل وتوفّرُ احتياجات العمل والعمّال الحيوية للعمل والعمال ولكن لا يكفُّ التنظيم الاجتماعيّ-الاقتصاديّ عن تقليل قيمتها حاصراً وجودها في المجال الخاص متمثّلاً بالمنزل أي في الأيوكوس.

لا يهتمُّ النظام الاقتصادي الرأسمالي بمفهوم الرعاية بالمطلق قاصراً تعريفه على مهمّات الحفاظ على الضروريات الجسدية الأساسية وحاجات البشر العاطفية للانتباه والحب، لكن الواقع الحياتي يُظهرُ أنّ الرعاية الذاتية والإجتماعية والبيئية والمناخيّة تتداخلُ مع بعضها البعض لتُحافظَ بالنهاية على رفاهنا البيولوجي والنفسي.

يجمع معرض أيوكوس المكانيّ بين العروض وورشات العمل والرسومات ومقاطع الفيديو والتكوينات حول مواضيعٍ في محاول لإظهار وكشف الظروف الاستغلالية والحرمان من الرعاية كعيوبٍ سائدة في المجال الاقتصادي والبيئي. نركّزُ من خلال هذه التدخلات الفنية على العديد من قضايا النزوح ، والعمل الأساسيّ المغيّب القيمة وعلى الرعاية الواجبُ تقديمها للبشر ولغير البشر.

من المهم جدًا أن ندركَ أن مفهوم المنزل/الموطن هو القاسم المشترك بين علميّ البيئة والاقتصاد، فالضحايا الرئيسيون لانعدام المساواة الاقتصادية وللاستغلال والدمار البيئي هم ذاتهم: السكان الأصليون والمهاجرون والمزارعون والنساء * والأطفال وكبار السن واللاجئون والفقراء والعمال، والنباتات والأشجار والحيوانات والمحيطات والغابات والمناجم. فالإصرارُ على المطالب الإنتاج الوحشيّة لابدَّ أن يشتملَ على آثارٍ مدمرة على منزلنا وموطننا ولابدَّ لنا من من المزيدِ من التفهم والمودة والرعاية كي نضمن استمرارنا بالحفاظ عليهما.